هل يسبب مكان عملك مشاكل صحية لك؟
في عالم المختصرات، يبدو أن كل شيء اصبح مختصرا
حتى مساحة المكاتب التي نجلس عليها داخل الأبنية الفارهة التي تسابق بعضها البعض لبلوغ
الغيوم.
ولكن هل ينظر أصحاب العمل والشركات الكبرى إلى
هذه الشكاوى من ضيق المساحة وقلة الحرية على أنها مجرد شكاوى دلع أو تأفف من الموظفين؟
قد يكون الجواب نعم، والحل نقل الموظف إلى مكان أضيق أو ربما إلى الممر في محاولة لإعطائه
فكرة عن ضيق المساحة الحقيقية، ولكن هل ها هو الحل؟ وما هو السبب الذي يجعل الموظفين
يشتكون من ضيق المساحة في المكاتب، وهل لهذه الترتيبات المكتبية العصرية أثار سلبية
على صحة الموظفين؟
لعل
أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للموظفين في المكاتب المكتظة والمقسمة على أشكال مكاتب صغيرة
هو الإصابة بحالة من الكآبة. ولقد بلغ الأمر بالعديد من الأشخاص لتقديم استقالتهم من هذه المكاتب بسبب تطويرهم لحالات نفسية خاصة.
بينما تتفاوت الإصابات بين نفسية وبدنية في حالات
أخرى، حيث يتعرض الموظفون في المكاتب الضيقة إلى الإصابة بألم الظهر، والعمود الفقري،
والتشنجات أكثر من الموظفين الذين يجلسون في مكاتب واسعة بنسبة الضعف بسبب الشد العصبي
والتوتر من مراقبة الآخرين لهم، إذا حاولوا تغير وضعية جلوسهم، حيث يميلون إلى الجلوس
بعصبية أكثر مع إبقاء حواسهم متيقظة لأي حركة منهم أو حولهم. كما تنتشر مشاكل وآلام
الرقبة الحادة بنفس النسبة تقريبا.
ومن
الحلول التي يمكن للشركات القيام بها لتجنب إصابة موظفيها بهذه المشاكل الصحية، تعديل
وضعية الشاشات والحواسيب، استخدام مقاعد يمكن تعديلها حسب طول الموظف، وإبعاد المكاتب
عن بعضها البعض، ووضع حواجز زجاجية بين المكاتب بحيث يحصل الموظف على قدر من الراحة
والحرية.
وتشير
الإحصاءات الصحية إلا أن العديد من الموظفين والموظفات الذين يجلسون في هذه المكاتب
الصغيرة، وعلى هذه الكراسي غير العملية غالبا ما يصابون بمشكلة تحدب الظهر مع مرور
الوقت، بالإضافة إلى أمراض مرتبطة بالإجهاد العضلي، والبصري، والتشنج، ومتلازمة الرسغ
المؤلمة بسبب الاستعمال الخاطئ للحواسيب.
الحلول المناسب لتفادي الإصابات
النفسية والبدنية:
تعديل موقع الحاسوب: يجب أن يكون مستوى البصر متساويا مع ارتفاع الشاشة، بحيث
يشكلان خطا مستقيما، بينما يجب أن تكون الفأرة على مقربة من اليد بحيث لا تشكل انكسارا
للرسغ. كما تتوفر هناك أيضاً مجموعة مقاييس يجب أن تعمل بها لضمان سلامة عظام الموظف،
ومنها، على سبيل المثال, إبقاء مسافة 50-70 سنتيمترات بين الشاشة وبصرك.
استخدام أثاث مكتبي ملائم: يجب أن يكون ملائما
لطبيعة عمل المكتب، ويحتوي على خاصية التنقل بالعجلات، ورفع وخفض المقعد حسب طول الموظف،
مع وضع مساند مرتفعة للأقدام لضمان عدم تجمع الدم بها لفترات طويلة، ومساند للظهر.
تعديل الإضاءة: تسبب الإضاءة الرديئة مشكلة انحسار
البصر من ضمن مشاكل عدة وهذه الحالة طويلة الأمد ودائمة، لذا ينصح باستعمال الإضاءة
الجيدة، مع وضع إضاءة مكتبية لكل موظف يستطيع التحكم بها. ولا تسبب الإضاءة الرديئة
مشاكل بصرية فقط، بل تسبب الكآبة أيضا.
بالإضافة إلى العديد
من الأفكار التي تشجع على الحركة والشعور بالراحة:
1.
إبعاد المكاتب
عن بعضها البعض، أو وضع حواجز زجاجية بين المكاتب بحيث لا تسبب الاختناق للموظف مثل
الحواجز الخشبية.
2.
منح الموظفين
استراحة لمدة خمسة دقائق كل ساعة للوقوف والتنقل بحيث لا يسبب لهم الجلوس المطول مشاكل
في الظهر، والبصر، والعضلات،
3.
توفير أماكن
خاصة للمدخنين بعيدا عن زملائهم غير المدخنين، لمنع تعرض الأصحاء لمشاكل التدخين السلبي.
4.
وضع النباتات
دائمة الخضرة في زوايا المكتب والمرايا العاكسة لضوء النهار على الجدران المعتمة.
على أية حال، يبقى الأمر منوطا بالشركات الكبرى،
التي توظف أعدادا كبيرة من الموظفين، لتوفير أبسط واهم وسائل الراحة لموظفيها، فهي
الخاسر الأكبر في حالة تعرض موظفيها للأمراض لأنها ستدفع ذلك من التأمين الطبي، كما
أن الموظفين سيتركون العمل بها بعد تعرضهم أو زملائهم للإصابات التي كان من الممكن
تجنبها.
شاهد الفيديو التوضيحى للجهاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق