بعد أن كانت الحقيبة المدرسية أداةً يستخدمها التلامذة من أجل احتواء الكتب، أصبحت عبءًا يحمله الطلاب يوميًا، ما يؤثر نفسيًا على رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة وجسديًا إذ إنّ ثقل المتعاظم يجعلهم عرضة لإصابات الظهر وآلام في العنق والكتف والإجهاد العضلي والصداع، بحسب الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي، كذلك تتأثر وظائف الرئة سلبيا نتيجة لميل العمود الفقري جانبيا وبالتالي تقييد حركة الرئة في التنفس، يضاف إلى ذلك الحساسية الناتجة عن وضع الحقيبة على الأرض في الصف.
وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتورة حنان جابر، المختصة في طب الأطفال في حديث لـ"لبنان 24" أنّ الحقيبة الثقيلة الوزن تشكّل آلامًا للطفل، إلا أنّ الحقيبة لا تكون السبب المباشر لحالات خطرة مثل الإنحناء الذي يصيب العمود الفقري للطالب، بل عندما جسمه مؤهّلاً لهذا الأمر.
وإذ تؤكد الدراسات ضرورة ألا يزيد وزن الحقيبة عن 10% من وزن الطفل، مثلاً إذا كان وزن الطفل 30 كغ فيجب ألا يحمل حقيبة يزيد وزنها عن 3 كغ، تشير جابر إلى أنّ وزن حقيبة ابنها تخطّى وزنه. وتوصي بضرورة أن يحمل الأطفال الحقيبة على كلا الكتفين حتى سن 13 عاماً على الأقل، لأنه بعد هذا السن يمكنه حمل ثقل على كتف واحد فقط. ولفتت إلى أنّه يمكن تقسيم الكتب أو السماح للأهل بتصوير الأجزاء ليصطحبها الطفل معه يوميًا عوضَا عن حمل كيلوغرامات أثقل منه.
أين وزارة التربية؟
من جهته، أوضح رئيس دائرة التعليم الرسمي الإبتدائي هادي زلزلي لـ"لبنان 24" أنّ وزارة التربية لم تفرض أي تدابير بهذا الشأن على المدارس، إلا هناك توصيات من الوزارة للمدارس كي لا تكون الأوزان التي يحملها الطلاب كبيرة. وأوضح أن المركز التربوي عمل على تقسيم الكتب المدرسية مثل العلوم والقراءة والرياضيات إلى أجزاء، والكتب الموحدة في المدارس الرسمية ذات أوزان مخفضة، كما أنّ طلاب الروضة لا يحملون أي كتب، بل أصبح لديهم ملفات تترك في الصفوف. فيما لا تلتزم معظم المدارس الخاصّة بالأوزان الخفيفة وتفرض على الطلاب قرطاسية خاصّة وحقائب تكون أوزانها ثقيلة.
أمّا عن وزارة الصحة التي تتبع الحالات غير المستوفية للشروط الصحية، فيبدو أنها لم تقم بعد أي تنسيق مع وزارة التربية لوضع معايير إلزامية للمدارس تخفف عن الطفل.
إلى ذلك، على الأهل وعند شراء حقائب لأطفالهم أن يختاروا الحقائب ذات الوزن الخفيف، ولها شريطان كي تبقى عضلات الظهر متوازنة، كما يجب أن تكون الشريطان عريضين ومحشوان بالإسفنج كي لا يضغطا على الأوعية الدموية. كذلك على الأهالي إعتماد دفاتر خفيفة (100 صفحة بدلاً من 300).
إشارةً إلى أنّ المدارس في البلدان المتطورة بدأت تستخدم الآيباد والأقراص المدمجة حيث يتم تنزيل البرامج الدراسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق